الأحد، 1 فبراير 2009

في وادي يوتوبيا

اليوتوبيا..


كلمة لفتت كل حواسي..
كلمة شدت كلا من عقلي و قلبي و اسرتني هناك

اليوتوبيا في اصلها كلمة لاتينية تعني "اللامكان"
فهكذا كانت..
لا شيء..
على ارض الواقع على الاقل..

اليوتوبيا كانت لي مجرد شيء معنوي احيا عليه


في كتاب توماس مور..

اليوتوبيا كانت ارضا شاسعة يحيا اهلها على الفضيلة
كانت مثل مدينة افلاطون الفاضلة
رمزا للقيم و المباديء..

في اشعار الشاعرة العراقية الراحلة "نازك الملائكة"
كانت بحيرة تملأها الشلالات في مكان ما في لبنان..
ارضا ساحرة خلبت لبها في طفولتها فأرستها لنا كلماتا و اشعارا تتدفق مثل ماء الشلالات الفضية التي كانت تلعب بينها..



لا يوجود ما يدعى بوادي يوتوبيا..
حتى اكتشفته انا..

كان اسطورتي الشخصية الخاصة التي اربكتني و اسست وجودي..



وادي اليوتوبيا واد يقع في احلامي
في مكان ما بين ارض الواقع و الخيال على ضفاف وادي النيل..


اليوتوبيا التي عشتها في مراهقتي كانت حلما ورديا اختيء خلفه..
كانت رمزا للسعادة المنسية التائهة التي ابحث عنها..
و هكذا اصبحت انا
فاتنـ الوادي ـة

حسناء وادي اليوتوبيا التي تحيا فيه..
هاربة من ايدي الانذال..
تحيا قصتها..
في وادي الاحلام التائهة..
حيث ابحث عن احلام البشر الضائعة لأعيدها لهم..



اليوتوبيا اصبحت في معجمي شيئا معنويا اكثر من مجرد كونها واقعا مجردا..
صارت شيئا اسمى من كل المعتقدات..
صارت الغاية التي تبرر الوسيلة لايجاد الاكتفاء و راحة البال

فكما ترون..

مفهومي عن اليوتوبيا يتغير من يوم لأخر على حسب ما تقدمه لي الحياة من اختيارات و تجارب..

لست أعني بكلمة يوتوبيا شيئا محددا.. هي ليست المدينة الفاضلة التي تحدث عنها توماس مور في كتابه.. و ليست بحيرة الشلالات التي كتبت و تغنت لها نازك الملائكة ما بين كلماتها و اشعارها.. و لكنها ما يبحث عنه كل بائس منا حتى يصل في حياته الى مرحلة اللإكتفاء.. اليوتوبيا التي اتحدث عنها ليست مكانا محددا او امكنة كثيرة.. انها في كل واحد منا.. تحيا.. و تتنفس مع احلامنا و افكارنا المزدهرة..اليوتوبيا هي نحن



و من اجل اليوتوبيا..
سطر قلمي اسطورتي الاولى..

عني و بداية وادي اليوتوبيا